خاطرة الليل 12+13



* الخاطرة الثانية عشر :

صديقي الليل مختلف اليوم...
أكثر روعة وأكثر هدوء...
اليوم اجلس مع صديقي بعيدا عن الأضواء والضوضاء...
اجلس حيث يوجد السكون...
في مجتمع يعشق ويعيش في البساطة...
حيث المعني الحقيقي لحياة الريف..
بين الجبل والنيل توجد الخضرة المدهشة وعالم الطبيعة المدهش...
الناس بسطاء طيبون يعيشون في سلام...
وجوههم تحكى عن قوة جلد وعن كرم وعن صفاء قلوبهم...
البشارة تتقاطر من وجههم حفاوة استقبالهم تنم عن كرم أصيل وعريق...
لم أشعر بالوقت معهم ولم أشعر بنفسي ضيف بل واحد منهم...
مابين الجبل والنيل عشت امتع لحظات...
قال صديقي الجمال والروعة تكمن دائما في البساطة لانها صادقة...
هكذا يعيش البعض هدفهم البقاء والعبادة ومكارم الأخلاق...
حياتهم جميلة لأنها بعيدة عن ضجة وصخب المدينة...
وقد راقتنى جدا فكرة العيش البسيط ولكن دايما تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن...
ومع حبيبتي الحلوة أتكأت علي جدار الجبل نحكي معا ونصمت معا ونسمات الهواء اللطيف تعبث بنا واضم إلى صغيرتى كجزيرة يحتويها النيل العنيف...
حبيبتي الحلوة علي الجبل وانا صخرة تتكئ عليها ...
الجبل يحتوينى وانا احتوى حبيبتي...
غدا رحلة جديدة...
غدا أعود لضجة المدينة...
غدا يوما آخر...


* الخاطرة الثالثة عشر :

من أين أتت وإلى أين تذهب...
وجوه مرت بنا ظلت راسخة في عقولنا...
نستحضرها عندما نجلس مع انفسنا...
هم أشخاص عالقون في الذاكرة...
ليتهم يظهروا لأن لدينا الكثير لنقوله لهم...
دراما الحياة مليئة بأشياء كهذه..
ربما نكون نحن عالقين في ذاكرة أحدهم وهو يريد أن يقول لنا الكثير...
هكذا هي أحلامنا نحلم ببعض أن يكونوا بعضا منا...
فتشئ الأقدار أن لا يحدث ذلك فنتهمهم بالظلم...
ويحدث العكس ونتهم نحن بالظلم...
إذا هناك مشاعر متبادلة بالظلم أو بالحلم...
هناك من نظنهم أملنا وهناك من نمثل لهم الأمل...
ويحدث الخذلان من كل الأطراف...
لذلك علينا أن نمارس الصدق مع انفسنا كى لا نسئ فهم الآخرين في تصرفاتهم...
الحياة عبارة عن دوائر متداخلة أحيانا ومتنافرة احيانا كثيرة...
عندما نضع الأمل في شيئا ما يجب أن نصنع في مقابله أمل آخر...
حتى الليل يوما يحمل الحزن ويوما يحمل السعادة...
وفي كل الأحيان علينا أن لا نتوقف عن الحلم ...
لأن الحلم هو ملاذ الأرواح المنهكة...
وتظل حبيبتي الحلوة منبع حلمى وأملى الساطع دائما لانها ليست كالآخرين...
تبسم لى دائما وانا أخط حروفي وتمسك بيدى المجهدة وتمسح بها علي ذاك الخد الأسيل ثم تطبع علي جبينى علامة الأمان...
وهي بين يدى تحاول الانتصار علي هواجس قلبى...
فتكتمل ليلى بين النصر والهزيمة مع اروع حبيبة....
غدا وجوه جديدة...
غدا ظنون جديدة...

غدا يوم آخر...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق