من على متن الطائرة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا الآن على متن الطائرة ..
وعلى ارتفاع عال جداً ... غابت عني فيه فصول الأرض ...
حلق ذهني على نفس هذا الارتفاع الشاهق ..
بقصة عجيبة سردها لي زميل لي ينقلها عمن حصلت له هذه الحادثة ..
وذهلت من فصولها وتأثرت جداً لخاتمتها ..

فكم من مواعظ تمر على القلب مر السحاب وكم من قصة تهز أعماق القلوب ..
فترجع مباشرة للفطرة ..
فتذعن لعظمته وتخشع لعزته سبحانه علام الغيوب ...

مسؤول في دار الأيتام يُفاجأ باتصال من هاتف غريب ..

السلام عليكم ..

وعليكم السلام ..

دار الأيتام ..؟؟

نعم ..

أريد مخاطبة المسؤول مباشرة ..

فقلت له أنا المسؤول حياك الله تفضل ..

الصوت صوت شاب في مقتبل عمره .. شاب في أول عمره وباكورة حياته ..

قال لي :

لا تعجب من القصة التي سأسردها عليك والرابط الذي فيها أني يتيم الأب فقط وأحببت أن تبلغ الناس عما حدث

لي لعلهم يتعظون ويقع ذلك منهم موقعاً يحذر فيه من أراد الزيغ ..


اجتمع بعض رفاقي وأجمعوا أمرهم على السفر .. لدولة مجاورة ..

ليس للدعوة ولا لنشر الخير وإنما لإشاعة الفضيلة ولعيش بعض الوقت في المحرمات التي لم يجدوها متاحة

في هذا البلد الطيب المحافظ ..

وأجبتهم للسفر ..

ذهبت لوالدتي وأخبرتها بالخبر ..

قالت لي : ماذا تريد من السفر ؟؟

فأجبتها بإجابة عائمة لا تفي بغرضها ..

كررت السؤال بحزم ..

فقلت : نتسلى و ننظر في لطائف السياحة وعجائب المدن ونعيش شيئاً من غرائب الأسفار ..

قالت لي : يا ولدي أنا لا أحب أن أرد لك طلباً كما عهدتني ...

إلا أنك تعدني يا ولدي .. وعهداً والله سبحانه هو الشاهد ..

عاهدني بالله .. يا ولدي ..


ألا تقرب الحرام ..

ألا تقرب الحرام ..

ألا تقرب الحرام ..


تعدني يا ولدي ؟؟

فعاهدتها بالله العظيم ... ألا أقرب منكراً مع أن هدف الرحلة الرئيس المنكر بعينه من شرب وزنا وغيرها ..

نسأل الله السلامة ..

المهم .. حزمنا الأمتعة وسافرنا .. وتهيأ لنا من المنكرات العجب هناك ..

لدرجة أن زملائي رفضوا أن يسكنوا في غرفة واحدة بل آثر كل منهم العيش في غرفة مستقلة حتى يحلو له ما يشاء بدون رقيب ولا حسيب ..


ولا شك أن الله يعلم السر وأخفى ويطلع ويسمع ويرى .. سبحانه

وبالفعل ..

جلسنا كل شاب منا في غرفة ..

والفندق .. تواصياً منه على المنكر .. وتفانياً منه في تقديم الفساد في أجمل صورة ..


أرسل لكل غرفة فتاة ( مغرية ) ..

مقابل مبالغ رمزية .. يسيرة لا تكلف شيئاً مقارنة بالميزانية المتواضعة ..


وتم استقبال الرسائل وجاءتني فتاة إلى غرفتي الخاصة ...


وحاولت إغرائي بكل ما تملك ..

لا تتخيل حركاتها وكلماتها وغنجها الشديد ..

وكنت شاباً يافعاً تفور مني دوافع الشهوة .. وأنجذب لمغريات الزمان ..

يكسو ذلك ضعف إيمان وقلة دين ..


وهذا حال منهم في سني ..


فلما كاد الشيطان أن يبلغ مني مبلغه ..


ولم يكن بيني وبين ( الخبيثة ) شيء يذكر ..

حتى إذا أردت القيام وعزمت على النهوض لها ..

وقد غطى علي حينها الشهوة ..


تذكرت العهد ..
والوعد ..

الذي أبرمته بيني وبين والدتي ألا أقرب منكراً ولا آتي فاحشة

فعجبت كيف انسدت نفسي .. والتفت خاطري ..

فانصرفت رغبتي .. مباشرة وقرع قلبي قارع فانتهيت مباشرة ..


وحدث هنا ما لم يكن في الحسبان ..

فلما استغربت هذا الفعل ..

وتعجبت من هذا الصنيع ..

فقلت لها : أنا لا أريد أن أفعل معك المنكر ...

لأني للأسف يا حبيبتي مصاب بالإيدز ...

( لعلها تنصرف ) ..


فقالت لي :


لا بأس .. و ما المشكلة ؟؟

وأنا كذلك مصابة بالإيدز ..


لا إله إلا الله ..

فكادت قواي أن تنهار ولم تعد قدماي تقوى على حملي ..

أنا نجوت ولكن ...

زملائي ...

قمت لأحذر زملائي ..


لأجد كل منهم قد تمتع ( كما ظن ) بهذه الحسناء ..


ولم يعلم أن أوصاله سيقطعها الإيدز قريباً ..


خسرواً الدنيا والآخرة ..

ورحمة الله فوق كل اعتبار ..


وأنا حفظني الله رغم أني مقصرٌ عموماً وذلك

لأني حفظت العهد لوالدتي

فكما حفظته لوالدتي العهد

حفظني الله مني العرض

بل حفظني من كل سوء ..


أبلغ الشباب يا شيخ بهذه القصة .. للأيتام لعلهم ينتبهون ..



فسبحان من يحفظ ويكلأ بالرعاية ..

ويهدي من يراعي بر والديه ..

فيحفظه من كل سوء كما حفظ أمر والديه ..



حفظني الله وإياكم من كل سوء ..

من على متن الطائرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق