إنه قلبي ... وقد أحبك ربي



إلهي .....
في لحظة حب .. أحببت دينك الذي ارتضيت، ورسولك الذي بعثت، وكتابك الذي أنزلت.
أحببتهم حبًّا جديدًا .. حبًّا كبيراً .. حبًّا عظيمًا فوق كل حب..

في لحظة حب.. أحببت طاعتك، وتلذذت بمناجاتك وعبادتك، وعرفت أن من أحبك أطاعك ومن أطاعك أحبك..

وفي لحظة حب.. كرهت معصيتك.. وكيف يعصيك من أحبك؟
تعصي الله وأنت تظهر حبه             هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقًاً لأطعته              إن المحـــب لمن يحب مطيع

في لحظة حب.. أحببت القرب منك.. أحببت التودد إليك.. أحببت مناجاتك وحدي في جوف الليل أو وضح النهار.. أحببت اعتمادي عليك.. والارتماء على عتباتك..

في لحظة حب.. أحببت السجود لك.. متبتلاً.. متذللاً.. متوددًا.. فلم أشعر بالزمان ولا بالمكان.. أحببته حبًّا إنسانياً طولَه.. على الأرض سجد الجبين.. وفي السماء حلقت الروح.. في عالم من جمال وروح وريحان وشعور بنعمة الإســــلام.

وفي تلك اللحظة لحظة حب وخضوع.. فهمت قول الحبيب محمد : " أرحنـــا بها يا بلال"، كم كنت مرتاحاً في حضرتك.. كم كنت مرتاحًا في سجودي لك.. شعرت كم أنت قريب قريب، وأحسست بك تسمع كلامي وترى مكاني وتعلم حالي.. ففــــــاضت عبراتي.. وارتعد قلبي نشوةً وحبًّا.. هاتفًا بصوت كادت تتكسر منه الضلوع :
"يا حبيبي يا الله.... يا حبيبي يا الله.... يـــــــا حبيبي يـــا الله"...

إلهي...

ما زلت تغمرنا بوابل النعم حتى لا نستطيع إحصاءها..
مازلت تسبغ علينا آيات الرضى حتى عجزنا عن أداء الشكر عليها..
وما زلت تستر من سيئاتنا ما لا نملك معه إلا الطمع بغفرانك لها..

فسبحانك أنت القائل : " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"، نشهد أنا لك مستجيبون، وبك مؤمنون، فاسلكنا مع المهتدين, واجعلنا مع الراشدين، واكتبنا مع المقربين، يا رب العالمين ....


* أخي المسلم أعمل على أن تكون دائما تمشي في الطريق السليم المستقيم، وإن حدت عن هذا الطريق فكن على يقين بأن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب ويقبل التوبة فسارع بالرجوع إلى هذا الطريق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق