يتفق علماء النفس على أن السيطرة على لحظات الغضب يعد من الأمور الشاقة على الإنسان .. ولعلها من المهارات الإنسانية الراقية والاحترافية التي لا تتوفر لدى كثيرين. ومع ضغوط الحياة اليومية، نكشف كل يوم حاجتنا الماسة إلى امتلاك هذه المهارة.
لن أخوض في تفاصيل كثيرة حول الأثر السيئ للغضب على جسم الإنسان وحياته النفسية فهذا أمر بيّن ونعرفه جميعاً، ومع ذلك لم يساعدنا على التخلص من الغضب..!!
سوف أجمل فيما يلي وسائل للمساعدة على التخلص من الغضب، وقبل أن نبدأ في بحثها لا بد أن يكون واضحاً أن السيطرة على الغضب مهارة تحتاج - مثل كل المهارات - إلى الكثير من التدريب والتمرين ولكنه أمر يستحق بذل الجهد وعرق الجبين..!
أولاً: لابد أن نسلم بالحقيقة الهامة : أن الحياة ليست مثالية. ولن تكون يوماً من الأيام كذلك. وأن كل ما يجري لن يكون مثالياً، أو على أفضل ما نتوقع أو نرجو.
ثانياً: تعرَّف اللحظات الأولى من الغضب : وهي اللحظات التي تبدو الأمور فيها أنها ما تزال تحت السيطرة، وجرب الأمور التالية:
(أ) كن واعياً للتغيرات الجسدية المبكرة كتوتر العضلات، ووضعية (القبضة) ليديك، وجفاف الحلق، وانقباض عضلات الجبهة، وتسارع دقات قلبك، وتزايد معدل التنفس وغير ذلك.
مثل هذه التغيرات هي (صفارات إنذار) مبكرة فاستفد منها.
(ب) كن واعيا لتسارع الأفكار في رأسك مع بداية الغضب. الغضب هو رد فعل لما نعتقد أنه إهانة لنا.. إن مراقبة سيل الأفكار مع بداية الحدث المثير للغضب له فائدة كبيرة في منع الغضب لوضعه في إطار إيجابي جديد.
(ج)حاول قدر الإمكان أن تغير وضعك، من الجلوس إلى الوقوف وهكذا.
(د)حاول الابتعاد عن المكان الذي حدث لك فيه الغضب، مثل اذا حصل لك مشكلة في المنزل مع زوجتك ،حاول الخروج إلى مكان أخر، حتى تهدأ أعصابك وتعود لوضعك الطبيعي .
(ه) حاول أن لا تفكر بالأمر الذي أغضبك ونسيانه والتفكير بشيء آخر، ولا تحاول التعمق في تفاصيل الأمر الذي جعلك تغضب وتسترجع مجريات الحدث، حيث إنك بذلك تزيد من حالة الغضب التي تستملك في تلك اللحظة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق