* الخاطرة
السابعة :
ورسمت على الطريق أنشودة الرحيل...
سأرحل هكذا قررت....
وسأرحل حاملا معي ذاكرتي...
ليس شوقاً لك ولكن لأن ذاكرتي لا تحتفظ بالأوهام...
فيك ضيعت آلاف من مفرداتي...
ليتك كنتي تقرأين وكنتي تفهمين...
أن الفرصة لا تأتي مرتين...
أضعتي نفسك قبلي...
وأنا كلي ثقة بأنك ستندمين...
اذهبي غير مأسوف عليك...
اذهبي...
أنا لست مثلك...
أنا أدمنت الفراق قبلك...
وأدمنت الخذلان...
فقط ذاتي من تستحق الأسف
لأني كبلتها معك..
في بعض أحلامي...
عقلي ما زال ملكاً لي وقلبي بيدي...
هل تعتقدين بأني مجرد رجل شرقي يمزقه الفراق...
أنا أشفق عليك لأنك واهمة بأنك سيدة فاضلة كاملة...
لسنا أنبياء حتى ندعى الكمال...
سأتركك دون وداع حتى لا أشعرك بأني محتاج إليك...
أصبحتي فقط مجرد تجربة لا تستحق سوى النسيان...
اليوم كما الأمس أمضى نحو الأفق معي ذاتي وعقلي ومفرداتي...
أيها الوهم الصغير غادر في هدوء...
غدا أنشودة جديدة
غدا وهم جديد
غدا يوم آخر
* الخاطرة الثامنة :
علي حافة الليل أضع حلمي جانبا...
أرسم شيئا مختلف...
أرنو إلى الأفق...
ثم أغمض عيناي...
في هدوء أسترسل أفكاري...
أين أنا ؟
أجد نفسي في وحدة ثقيلة...
ثم أعاود الرسم...
سأرسم حلما جديدا...
حلما لا يشبه أحلامي السابقة...
حلم لي وحدي يحمل كل الآمال العريضة...
لا توجد فيه فوضى الذكريات...
لا توجد فيه معاناة الحاضر..
سيكون لوحتي الخالدة...
لا ضجيج لا ضوضاء...
هدوء مطلق...
أمان راحة أمل مشرق...
لا شيء يستحق العناء...
عناصري ستبقى لي وحدي...
سأنشد كما الأمس...
أنشودة الحرية...
عقلي حر وقلبي حر وذاتي مستقلة...
غدا رسم جديد...
غدا هدوء جديد...
غدا يوم آخر...
* الخاطرة التاسعة :
ليلي الرائع يتلألأ ...
يرسل أنفاسه المفعمة بالأمل...
لا أظن أن هناك أحد يحب هذا الرائع مثلي...
جلست أنا وذاتي وصديقي الرائع...
تجاذبنا أطراف الحديث...
تكلمنا كثيرا عن فوضى الذاكرة...
كيف لنا أن نوقف ذلك النبض الساطع للذكريات القاسية...؟
لامتني ذاتي بأني سريع الثقة أحيانا كثيرة...
والليل مازال مبتسم...
قالت ذاتي قلت لي أن البعض صاروا رفقاء لي الأبد وهم الآن قد رحلوا...
والليل مبتسم...
قلت لها تلك رعونة الدهشة عندما كانت هناك عناصر تدهش...
أما اليوم فقد انتهت كل معالم الدهشة لأننا قد عرفنا جيدا أن الرحيل متلازم
متزامن مع كل الأشياء الرائعة...
والليل مبتسم...
ثم أردفت كل مفردات الأسف لذاتي...
هنا تصالحت جدا مع ذاتي...
وأدركت الحقيقة...
يجب أن نجلس مع ذاتنا مدة كافية حتى نحسن الاختيار...
اختيار من يستحقون بعضا من ثقتنا المتهالكة...
هنا ترك الليل ابتسامته الأخاذة
وأضاف قائلاً
لم تترك لي يا صديقي شيئا لأضيفه سوى أن التفكير مهم جدا
التفكير وليس الشك...
فذات الإنسان أكثر ما يستحق الوفاء...
غدا دهشة جديدة...
غدا تفكير جديد...
غدا يوم آخر...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق