بأي وجه ستظهر البرازيل ؟



بعدما ظفر المنتخب البرازيلي ببطولة كأس القارات عام 2013 والتي أقيمت في البرازيل بفوزه على المنتخب الإسباني بثلاثة أهداف دون مقابل وفي ظل مستوى جيد وقوي ظن الجميع أن منتخب السامبا سيكون له بصمة في مونديال 2014 المقام على أرضه وقد تصل حدود هذه البصمة إلى التتويج بلقبهم السادس والذي سيكون له طعم خاص لأنه سيكون على أرضهم، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، ففي البداية واجه مدرب الفريق لويس فيلبي سكولاري انتقادات شديدة عقب إعلانه لتشكيلة السامبا التي ستشارك في غمار كأس العالم حيث استبعد العديد من النجوم المؤثرة من أمثال لاعبي نادي ميلان ريكاردو كاكا وروبينيو وغيرهم الكثير، ولكن المدرب كان مقتنع بالتشكيلة التي اختارها ولم يأبه للانتقادات، وجاءت المباريات الودية التي خاضها المنتخب جيدة نوعاً ما مما قلل من حدة الانتقادات، ولكن لم يدم الحال على حاله، ففي المباراة الافتتاحية ظهر المنتخب البرازيلي متخبط وذو مستوى متوسط لم يرق لمستوى التطلعات رغم الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف على المنتخب الكرواتي، وبرر البعض هذا الأداء بالضغط المسلط على السيليساو وأنه انتهى بانتهاء المباراة الافتتاحية، ولكن جاءت المواجهة الثانية أمام المكسيك لتأكد المستوى الهزيل لأبطال العالم خمس مرات فظهر المنتخب عاجزاً أمام الدفاع المكسيكي في ضوء علامات الاستفهام على الهجوم البرازيل وبالتحديد مركز رأس الحربة والذي يشغله اللاعب فريد فانتهت المباراة دون غالب أو مغلوب، وفي آخر مباريات دور المجموعات تغلب أصحاب الأرض على منتخب الكاميرون - الذي كان في ذلك الوقت قد خرج من البطولة رسمياً - بأربعة أهداف لواحد بأداء متوسط أفضل من الأداء أمام منتخبا كرواتيا والمكسيك ولكن المنافس كان الكاميرون ! وبانتصارين وتعادل تأهلت البرازيل كمتصدرة للمجموعة الأولى بفارق هدف عن المكسيك لتقابل منتخب تشيلي العنيد، في الدور الثاني ظهر المنتخب البرازيلي بنفس مستواه السيء واصطدم بشراسة منتخب تشيلي الذي أجبره على لعب الأشواط الإضافية بعد التعادل بهدف لمثله في الوقت الأصلي، وفي آخر لحظات الشوط الإضافي الثاني كاد المنتخب التشيلي أن يقصي أصحاب الأرض لولا العارضة التي تصدت للكرة التي كانت ستنهي الحلم البرازيلي ومع استمرار التعادل اتجه المنتخبان نحو ركلات الترجيح التي مالت لصالح السامبا لتمنحهم التأهل للدور ربع النهائي وسط دموع الحارس جوليو سيزار، في الدور ربع النهائي التقى المنتخبان البرازيلي والكولومبي في حوار لاتيني آخر وقدم المنتخب البرازيلي في الشوط الأول أفضل أداء له منذ انطلاق هذه البطولة مما دفع بأنصار السيليساو بالتفاؤل والارتياح اتجاه المنتخب ولكن سرعان ما عاد المنتخب البرازيلي إلى مستواه المعهود ففي الشوط الثاني كان منتخب كولومبيا ضاغطاً وسنحت له العديد من الفرص، ولكن تمكن أصحاب الأرض من التأهل للمربع الذهبي بصعوبة بالغة، في نصف النهائي كان منتخب البرازيل أمام منافس متمرس وقوي ويحسب له ألف حساب هو منتخب المانشافت الذي ألحق بنظيره البرازيلي خسارة كبيرة قاسية ومريرة لم يكن يتوقعها أكثر المتشائمين من الجانب البرازيلي، حيث سجل الألمان سباعية في مرمى جوليو سيزار في مباراة كشفت ضعف المنتخب البرازيلي وحالته السيئة ومستواه المتواضع مقارنة بمنتخبات قوية كانت تستحق التأهل.


كل هذه النتائج تطرح تساؤلاً كبيراً هو : كيف سيظهر المنتخب البرازيلي أمام منتخب هولندا في مباراة تحديد المركز الثالث ؟ سيكون على موعد مع خسارة ثقيلة أخرى أم سيقف الحظ إلى جانبه فينتصر أو يخسر بنتيجة صغيرة على الأقل ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق