معظمنا في هذه الأيام يمارس حياته بشكل روتيني، فيكون يومه هذا
كالأمس، لا تكاد تجد فرقاً واضحاً، ومع استمرار هذا الروتين المضجر في غالب
الأحيان تبدأ بعض القناعات بالتشكل لدى الفرد بأن حاله سيبقى كما هو ولن يتغير. إن
هذه المشكلة ضارة جداً وقد يتعدى ضررها الفرد ليصل إلى المجتمع المحيط به، وقد يصل
إلى أوسع من ذلك بكثير، فالمجتمع بحاجة إلى أولئك الأشخاص الذين يملؤهم الأمل
والإرادة حتى ينهضوا بمجتمعهم.
قد لا تعترف بوجود هذه المشكلة لديك -
إن وجدت - لأنك لا ترى فيها مشكلة بحد ذاتها، فمعظم الناس يعيشون بشكل روتيني
ووضعهم جيد نوعاً ما من ناحية اقتصادية واجتماعية. لا أخالفك الرأي، ولكن هل هذا
هو هدفك من الحياة ؟ أو بمعنى آخر هل ترى في حياتك الشيء الذي تريده منها ؟ وهل
ستنهض أمتنا وتتطور إن بقي الحال على ما هو عليه ؟ أبهذه الطريقة سوف نصبح من دول
العالم المتقدمة ؟ كل هذه الأسئلة لابد من الإجابة عليها وأنت من عليه أن يجيب.
أنا لا أبحث عن العيش فقط، فالجميع يعيش
حتى الحيوانات - أجلكم الله -، ولكنني أبحث عن ذاك القائد أو العالم أو المخترع أو
الموهوب الذي في داخلك، ذاك الشخص الذي من شأنه أن يغير من مجرى حياتك، ويجعل فيها
الشيء الجديد الذي سيزيد من متعتها وسمو هدفها ويساعد على كونها فريدة من نوعها
وليست كالبقية.
لو نظرنا من حولنا للأشخاص البارزين في
أي مجال، هل كان هذا الشخص في صغره يعرف أنه سيصبح على هذه الحال بمرور السنين ؟
الجواب بكل تأكيد لا، لذلك لا تستهين بنفسك، قد تكون الفرصة والجو المحيط بك غير
مهيأ لتفجير القنبلة التي في داخلك، ولكن في الحقيقة أنت من يجب عليه أن يقوم بخلق
هذه الفرصة والجو المناسب.
ليس هدفي هنا أن أعلمك كيف بإمكانك
إخراج تلك الشخصية المميزة التي في داخلك؛ لأن كلاً منا أعلم شخص بكيفية عمل ذلك،
ولكن هدفي هو استنهاض الهمم ودفعها نحو البحث عن الإبداع والسعي دائماً نحو
الأفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق